الثلاثاء، 24 سبتمبر 2019 - 07:01 م

الواقع أحيانا يكون أغرب من الخيال عندما يتملك الشيطان من النفس يروضها ويرتكب بها أبشع الجرائم الإنسانية، ويتحول إلى ذئب بشري لا يعرف الرحمة وغير مبال بالعقاب.

السطور التالية تروي جريمة بشعة شهدت فصولها إحدى قرى محافظة الأقصر، راح ضحيتها طفلة رضيعة 8 أشهر ووالدتها وجدتها، وإصابة أشقاء 3 بحروق من الدرجة الأولى وفي حالة خطرة، حيث انقض عليهن الأب الذي يعمل سباكًا وارتكب جريمته دون رحمة أو شفقة.

احتدمت الخلافات بين الزوج السباك وزوجته، ترك على إثرها عش الزوجية وأقام بمنزل عائلته لمدة 6 أشهر تاركا زوجته وأبنائه الصغار دون رعاية أو إرسال مصروفات لسد احتياجاتهم، فما كان من الأم إلا أن رفعت دعوى نفقة بعد الاتفاق مع والدتها المقيمة معها بعش الزوجية.

وما إن علم الزوج بفعلة زوجته وحصولها على حكم تطالبه بمبلغ 8 آلاف جنيه يتوجب عليه سدادها أول أكتوبر المقبل، إلا واستولت عليه حالة مريرة ملوثة بالغضب، يراود مخيلته شبح السجن، وبنظرات تحمل مزيجا من العقاب وخيبة الأمل وهو مشدوه غير مصدق، وتحولت إلى حيرة وغيظ وانتقام.

لبس عباءة إبليس بعدما أسدل الليل ستائره، وهدأت الأعين، وتسلل كالثعلب، ونجح في الدخول إلى عش الزوجية، لم تراوده نفسه ولو لبرهة حيث انقض على والدة زوجته التي كانت تغط في نوم عميق، وسدد لها عدة ضربات وطعنات في رأسها بقطعة حديد مسننة انفجرت على إثرها الدماء ولقيت مصرعها في الحال.

وبسرعة البرق قبل أن تشعر الزوجة بوجوده سدد لها أيضا الطعنات المتتالية لتلقى حتفها أيضا، ليس ذلك فحسب بل قام بإشعال النيران في الغرفة غير مبال بطفلته الرضيعة ابنة الـ8 أشهر التي تفحمت جثتها، وامتدت النيران وتسببت في إصابة ابنتيه التوأم الصغيرتين وشقيقتهما بحروق من الدرجة الأولى، وفر هاربا معتقدا الهرب من جريمته الشنعاء.

على الفور أصدر اللواء أيمن راضي مساعد الوزير لأمن الأقصر، تعليماته بتشكيل فريق بحث وعمل تحريات مكثفة لكشف لغز الجريمة، وأشرف عليه اللواء وائل نصار رئيس الإدارة العامة لمباحث الأقصر، وتوصلت التحريات إلى أن الزوج السباك وراء الجريمة بسبب خلافات أسرية بينه وبين زوجته ووالدتها، التي تبين بأنها قد قامت بتوقيعه على عدد 3 إيصالات أمانة على بياض لعدم تقديمه مهر أو شبكة قبل الزواج من ابنتها، مما اعتبر ذلك سكينًا على رقبته وخشي أن ترفع دعوى ضده بعدما تقدمت الزوجة برفع دعوى النفقة تطالبه بـ8 آلاف جنيه.

اختمرت فكرة الانتقام في ذهنه وإشعال النيران في الشقة، معتقدا الهرب من شبح السجن الذي يطارده.

وألقي القبض على الزوج السباك واعترف بجريمته وقررت النيابة حبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات، وصرحت بدفن جثة الزوجة ووالدتها، والطفلة الرضيعة بعد العرض على الطب الشرعي، بينما ترقد الشقيقات في حالة خطرة بالمستشفى.